كيف تتكيف كطالب عربي مع الحياة في ماليزيا

 
أن تبدأ رحلة تعليمية جديدة كطالب دولي في ماليزيا فهذا أمر مثير جدا ومخيف في نفس الوقت.

فبينما أنت متحمس للانغماس في التجربة الأكاديمية الجديدة واستكشاف ثقافة غنية،

تجد أن التكيف مع بيئة غير مألوفة يشكل بالنسبة لك تحديا كبيرا. 

يهدف هذا المقال إلى تزويدك بنصائح ووجهات نظر مفيدة لتسهل عليك التكيف مع الحياة الماليزية،

مما يجعلك تتمكن من تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الناحية الاجتماعية والأكاديمية.

ما هي العادات والتقاليد الاجتماعية المتبعة في ماليزيا؟

إن فهم العادات والتقاليد الاجتماعية الماليزية أمر ضروري للطلاب الدوليين للتعامل باحترام

والتأقلم بشكل سلس مع المواقف الاجتماعية اليومية.

فيما يلي بعض الجوانب الرئيسية التي يجب مراعاتها:

1. احترام كبار السن

يعد الاحترام أساس التفاعل الاجتماعي داخل المجتمع الماليزي، فهو متأصل بعمق في ثقافتهم.

مع ممارستك للتفاعلات الاجتماعية، من الضروري أن تفهم أن هذا التوقير يمتد ليشمل إكرام كبار السن

والأشخاص ذوي المكانة الاجتماعية العليا.

إحدى الممارسات التقليدية التي ستواجهها هي استخدام الألقاب الشرفية.

فعند مخاطبة كبار السن أو الأشخاص ذوي المكانة المرموقة،

من المعتاد استخدام ألقاب مثل "إنشيك" للرجال و"شيك" للنساء.

تعبّر هذه الإيماءة عن الاحترام الذي يسهم في بيئة اجتماعية متناغمة.

بالإضافة إلى ذلك، يعد المحافظة على تواصل بصري أمرًا بالغ الأهمية في الثقافة الماليزية.

لكن انتبه؛ فبالرغم من أهمية الاتصال البصري المباشر في الثقافة الماليزية،

عليك تجنب النظر المطول أو الحاد، خاصةً عند التفاعل مع كبار السن أو ذوي المناصب العليا.

في تفاعلاتك، يعد استخدام لغة مهذبة وتجنب التحدث بنبرة مرتفعة أيضًا من المعايير الثقافية المهمة الواجب اتباعها.

تسهم هذه الإيماءات مجتمعة في تعزيز جو من الاحترام في ماليزيا، مما يدعم التفاهم المتبادل والتماسك داخل المجتمع المتنوع.

2. الإشارات والإيماءات الشائعة

تحمل الإيماءات أهمية كبيرة في الثقافة الماليزية، حيث تشكل جوانب مختلفة من تفاعلاتك الاجتماعية والتواصل.

ستجد أن استخدام يدك اليمنى يسود في معظم المواقف، سواء كنت تصافح الأيدي، تتناول وجبة، أو تمرر الأشياء بين الأفراد.

ومع ذلك، فيما يتعلق بمصافحة الأيدي، من المهم مراعاة الجنس الآخر بسبب تعاليم الإسلام.

على سبيل المثال، فإن المسلمين عادةً لا يصافحون الأشخاص من الجنس الآخر.

علاوة على ذلك، ينظر الماليزيون إلى المظاهر العامة للعاطفة عادةً بعين الاستنكار.

لذا عليك أن تتحلى بضبط النفس في التعبير عن العاطفة الرومانسية أو الحميمية في الأماكن العامة.

ومع تنقلك في الأماكن الاجتماعية، من المهم المحافظة على درجة من اللياقة، مع مراعاة المحافظة على آداب السلوك الاجتماعي.

أضف أيضا أن مفهوم المساحة الشخصية يحمل أهمية كبيرة في الآداب الماليزية.

ستلاحظ أن الناس عادة ما يقدرون مساحتهم الشخصية ويتوقعون من الآخرين القيام بالمثل.

لذلك، من الضروري أن تنتبه جيداً إلى المحافظة على مسافة مناسبة عند التفاعل مع الآخرين.

3. خلع الحذاء قبل دخول المنزل

في ماليزيا، من المعتاد خلع الحذاء عند دخول المنزل.

تعتبر هذه العادة متجذرة بعمق في القيم الثقافية لدى الماليزيين، وتعد علامة على الاحترام والنظافة.

أسباب هذه العادة متعددة الجوانب.

• أولاً، عند زيارة منزل أحد السكان المحليين، خلع الحذاء يعني احترامك لصاحب المنزل ومساحته.

       حيث أن الأحذية، التي يتم ارتداؤها خارج المنزل يمكن أن تجلب الأوساخ والغبار، لذلك من خلال خلعها،

       تساعد على الحفاظ على المكان نظيف ومريح للجميع.

• معظم المنازل الماليزية لديها مناطق مخصصة بالقرب من المدخل لتخزين الأحذية،

       وقد يوفر بعض أصحاب المنازل لضيوفهم نعال لارتدائها داخل المنزل.

4. الاعتدال في اللباس

مع بداية رحلتك في التعرف على الثقافة الماليزية العريقة؛ من المهم جدا انتقاء ملابس محتشمة ومتواضعة،

لكسب احترام السكان المحليين والتعبير عن تقديرك لتقاليدهم

وهذا الأمر لا يقتصر على الحياة اليومية فحسب، بل يزداد أهمية عندما تتوجه إلى أماكن العبادة أو تشارك في المناسبات الثقافية.

فالملابس المحتشمة عند الماليزيين هي إحدى سبل الإعراب عن الاحترام العميق للموروثات الثقافية والدينية المتأصلة.

لذا من المستحسن تجنّب الملابس المكشوفة بشكل مفرط، أو الملابس المبهرجة؛

خاصةً عند حضور الاحتفالات الدينية أو زيارة المواقع والمعالم الدينية؛

حيث يُعتبر التحفظ في اللباس علامة على الوقار ويُكن له احترام عظيم.

5. انتبه لمستوى الصوت

بصفتك طالباً دولياً، يعد الانتباه إلى مستويات الصوت جانبا أساسيا ومهما للتكيف مع العادات المحلية.

فالمحافظة على مستويات صوت معتدل، وخفض صوتك عند التحدث في الأماكن العامة،

يعبّر عن احترامك لمن حولك، سواء كانوا ركاباً مشاركين لك في قطار أو عائلات تتناول وجبة في مطعم.

تجنب الضوضاء والأصوات العالية لأنه يمكن أن يكون مُقلقاً للآخرين ويمنعهم من التركيز أو الاسترخاء

أو حتى الاستمتاع بالوقت في مكانهم.

6. الأكل الجماعي في ماليزيا

من الشائع في عادات المائدة الماليزية مشاركة الأطباق الجماعية باستخدام أدوات تقديم الطعام.

وهذا يعكس أهمية تناول الطعام معا ويعزز الشعور بالقرب والوحدة بين مشاركي الطعام.

بالإضافة إلى ذلك، يُنظر إلى انتظار كبار السن ليبدأوا بتناول الطعام قبل بدء الجميع به كأمر مهذّب.

وهذا يعبّر عن الاحترام لمكانتهم ويعترف بقيادتهم داخل الأسرة أو المحيط الاجتماعي.

الالتزام بهذه الأعراف على المائدة يجعل الجلسة أكثر بهجة وتقديراً، ويضفي على اللقاءات أجواءً من الألفة والصداقة.

7. كن متفهما للثقافات والأديان الأخرى

إذا كنت طالبا دوليا في ماليزيا، فمن المهم أن تحترم الاختلافات الثقافية ولا سيما عند التعامل مع أصدقائك المسلمين.

على سبيل المثال، من الضروري مراعاة قيود الطعام التي يفرضها الإسلام مثل حرمة تناول الخمر ولحم الخنزير.

إذا كان لديك أصدقاء مسلمون، فعليك أن تكون ودودا ومتفهما لما يمنعه دينهم من تناوله.

وفي حالة عدم معرفتك بتفاصيل هذه القيود، فيمكنك سؤالهم مبكرا لضمان الراحة للجميع.

كما عليك أن تدرك أن المسلمين ملزمون بأداء خمس صلوات في أوقات محددة.

لذا، إذا تزامن اجتماعك مع أحد المسلمين في أحد هذه الأوقات،

فعليك أن تكون متفهما لأهمية هذا الوقت بالنسبة لهم، وعليك أن تسمح لهم ببعض الوقت لأداء فريضتهم.

هذا يُظهر احترامك لمعتقدات الآخرين ويخلق جوا من التآلف.

بصفة عامة، عليك أن تكتسب فهما للاختلافات الثقافية والدينية في ماليزيا من خلال الاستفسار باحترام.

ودعم أصدقاءك في ممارساتهم حتى لو اختلفت عنك. هذا سيسهل لك الاندماج في المجتمع الماليزي.

8. البيئات الأكاديمية

في البيئات الأكاديمية في ماليزيا، من الضروري احترام المعايير المتبعة لضمان تجربة فعالة داخل الفصول الدراسية

على سبيل المثال، يجب عليك حضور المحاضرات أو المناقشات بانتظام، وإعطاء اهتمامك الكامل للمحاضرين.

ويمكنك طرح الأسئلة على المحاضرين بعد انتهاء المحاضرة أو خلال وقت الأسئلة والاستفسارات.

أيضًا، يمكنك ترتيب مواعيد استشارة شخصية مع المحاضرين وذلك وفقًا لجدول توفرهم.

وقبل الاستشارة، ينبغي عليك التحضير بشكل جيد وصياغة الأسئلة ذات الصلة لضمان مناقشات مثمرة.

ما هي التحديات الشائعة التي يواجهها الطلاب الدوليون في ماليزيا.

غالباً ما يواجه الطلاب الدوليون تحديات مختلفة، مثل صعوبة التكيف الثقافي واختلاف اللغة

والحنين إلى الوطن وغير ذلك من التحديات.

دعنا نستكشف فيما يلي كل تحدٍ من هذه التحديات:

1. الاختلاف الثقافي

الدراسة في بلد غير مألوف قد يخلق بعض التحديات على الطلاب الدوليين.

حيث يتعين على الطلاب الدوليين فهم مختلف الجوانب الثقافية كالتقاليد والعادات التي قد تكون غريبة

بالنسبة لهم للتأقلم بشكل أفضل في البلد الجديد.

لذا، من الحكمة قيام الطلاب الدوليين ببحث دقيق عن بلد الوجهة قبل السفر، للاستعداد بشكل أفضل لمثل هذه التحديات.

كما يجب عليهم بعد وصولهم إلى ماليزيا التدقيق في العادات المحلية وطلب شرحها من السكان لفهمها بشكل أفضل.

ومع ذلك فإن التكيف مع ثقافة جديدة قد يستغرق بعض الوقت، لذا من المهم بذل الجهد

في تعلم العادات والتقاليد المحيطة، والصبر على ذلك.

وبهذه الطريقة سيتمكن الطلاب الدوليون من الاندماج بسلاسة في المجتمع المحلي.

2. الحنين إلى الوطن

قد يكون الشوق للوطن مرهقًا في بعض الأحيان؛ ومع ذلك، فإن مسيرتك الأكاديمية في ماليزيا هي مسيرة مؤقتة.

إذاً، كيف يمكنك التخفيف من شعورك بالغربة؟

إحدى الطرق الفعالة للتعامل مع الشوق للوطن هي الحفاظ على الاتصال بعائلتك وأصدقائك في الوطن

عبر مكالمات الفيديو ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنك أيضًا البحث عن الدعم من زملائك من الطلاب الدوليين ومستشاري الجامعات.
 
كذلك، ممارسة الرياضة واكتشاف أماكن جديدة في ماليزيا واعتماد هوايات مثيرة يتيح فرصا للترفيه والتقليل من التوتر.

ولا تنس قضاء وقت ممتع مع أصدقاء جدد.

باستخدام هذه الاستراتيجيات، يمكن للطلاب الدوليين الاستمتاع بتجربتهم في ماليزيا دون الشعور بالغربة،

ودون أن يؤثر شوقهم لوطنهم بشكل سلبي على حياتهم ودراستهم في ماليزيا.

3. التحديات الأكاديمية

قد تواجه بعض الصعوبات الدراسية عند الانتقال إلى الدراسة في جامعات ماليزيا،

ويرجع هذا لأساليب التدريس غير المألوفة، وطرق التقييم المختلفة، والمعايير الأكاديمية الجديدة.

قد يكون التكيف مع هذه الاختلافات أمراً مرهقاً في البداية أثناء تعرّفك على الوضع الأكاديمي.

لذلك، يجب عليك استغلال برامج التوجيه، وخدمات الدعم الأكاديمي،

وخدمات شؤون الطلاب للاعتياد على البيئة الأكاديمية الجديدة.

ولا تتردد في طلب التوضيح عند الضرورة، حيث إن المحافظة على التواصل المفتوح

مع أعضاء هيئة التدريس وزملاء الدراسة يمكن أن يساعدك على الفهم والاندماج داخل المجتمع الأكاديمي.

4. الحواجز اللغوية

تستخدم اللغة الإنجليزية في ماليزيا على نطاق واسع، إلا أن تعلم اللغة الماليزية يساعد كثيرا على التواصل والاندماج.

وهناك طرق مفيدة لتطوير مهاراتك اللغوية مثل حضور دروس في اللغة أو المشاركة في برامج تبادل لغوي.

تعلم اللغة المحلية يجعل التواصل أسهل ويظهر احترامك للثقافة.

وبتوافر خيارات التعلم، يتغلب الطلاب عادة على الحواجز اللغوية مع مرور الوقت.

ففي غضون بضعة أشهر يحقق الكثيرون تقدما ملموسا في تعلم الماليزية، ما يعزز تجربتهم الأكاديمية والاجتماعية.

ومن الضروري أن تعرف أن ماليزيا تنتشر فيها لغات أخرى، من بينها المندرينية والتأميلية، مما يوسع الفرص للاطلاع الثقافي.

اقرأ أيضا: نصائح لغوية ونصائح التواصل للطلاب الدوليين الدارسين في ماليزيا

5. التكيف مع الطعام المحلي

يشتهر المطبخ الماليزي بنكهاته المتنوعة من عادية إلى حارة، مما قد يشكل تحديًا لأولئك المعتادين على أنواع مختلفة من الطعام.

غالبًا ما يعني التكيف مع الأطباق الماليزية التنقل في نكهات ومكونات غير مألوفة، مما قد يبدو مربكًا في البداية.

وقد يستغرق العثور على أطباق تناسب ذوقك بعض الوقت والتجريب.

بالنسبة للطلاب الدوليين الذين يقيمون في سكن خارج الحرم الجامعي، يمكنك مواجهة هذا التحدي من خلال الطهي في المنزل.

بالإضافة إلى ذلك، تقدم الجامعات في ماليزيا مجموعة متنوعة من الأطباق المحلية والعالمية.

بدلا من ذلك، يمكن أن تكون تجربة المأكولات المحلية والتوسع التدريجي في تناولها أمرا إيجابيا.

فالانفتاح على الثقافات الأخرى والتعرف على النكهات الجديدة يساعدان على فهم أعمق وتقدير للمطبخ الماليزي.